الحياد نيوز – ما الذي يستدعي عودة الحرب، سؤال يطرح في الأروقة السياسية، فيأتي الجواب سريعاً، تمسك الحزب بالسلاح، لكن ليس هذا السبب وحده يعيد الحرب إلى لبنان، بل الاستراتيجية الإيرانية التي تضعها طهران لإدارة الحزب في لبنان، فعندما تعتبر طهران أن سلاح الحزب هو من ضمن الأمن القومي لإيران، فهذا يشكل معضلة حقيقية، ويعيد لبنان إلى دوامة العنف، لكن حتى هذه اللحظة، تخشى طهران تحريك أي من الملفات داخل لبنان، لأنها تدرك عواقب أي تهور تجاه إسرائيل المدعومة من واشنطن.
مطبخ “الحزب” الذي تديره طهران من خلال ضباط إيرانيين يتحركون وفقاً لأوامر يرسمها علي لاريجاني الذي زار لبنان في الفترة الأخيرة، يتلقى رسائل يومية من لاريجاني عن كيفية التصرف حيال ملف السلاح، وكل يوم بيومه، وهذه المعلومات تم التداول فيها بين أحد النواب المقربين من الحزب والذي كان يسعى في الفترة الأخيرة إلى تقريب وجهات النظر بين الحكومة وقيادة الحزب، وبين عدد من الصحفيين الذين يعلمون لمصلحة الحزب، حصل موقع “صوت بيروت إنترناشونال” على بعض التسريبات.
وفي دردشة مع صحفيين، كشف النائب المذكور متفاخراً، سلاح الحزب لن يُمس، فعندما تعتبره طهران من ضمن أمنها القومي، فهذا يعني أنها ستفعل المستحيل من أجل حماية هذا السلاح، لكن سرعان ما تذكر النائب المذكور أن هناك قرارات دولية وضغوط قوية، قائلاً، “القصة مش هينة”، وخصوصًا أن إسرائيل لن تقبل ببقاء هذا السلاح وستدمره، كاشفاً عن معلومات وردت إليه بأن إسرائيل ستكثف ضرباتها على المخازن والأنفاق والمستودعات، وهذا سيؤدي إلى إضعاف موقف الحزب، لأنه سيستنزف ما تبقى للحزب من سلاح.
الجلسة الصحفية كانت طويلة، والتشكيك بقدرة الحزب من قبل الصحفيين الممانعين كانت كبيرة أيضاً، وسُئل النائب عن مدى جدية إيران في حماية الحزب، ومن يضمن تدخل إيران لحماية هذا السلاح؟، فكان جواب النائب، لا ضمانات من أحد لا إيران ولا غيرها، عندها، قال أحد الصحفيين الممانعين، “يعني السلاح سيتم تسليمه”، لم يصدر النائب أي ردة فعل حيال الأمر، واستكملت الدردشة ووصلت إلى خلاصة أن الضغوط كبيرة، والحزب اليوم يقاتل لبقاء السلاح فإما ان يمرر الوقت والاتكال على متغيرات دولية ربما لن تحصل، أو في نهاية المطاف سيصل حكماً إلى تسليم السلاح وعدم مواجهة المجتمع الدولي لأنه غير قادر على ذلك.