الحياد نيوز : قال أمين عام وزارة الاتصال الحكومي، د.زيد النوايسة، إن الوزارة تنظر لأدوات الاتصال الحديثة والتقليدية بوصفها جسرا أساسيا لبناء علاقة ثقة وتفاعل متبادل بين الدولة والمجتمع.
وأكد النوايسة في جلسة بعنوان “الحوكمة الاتصالية لبناء أنماط حياة مستدامة داخل المؤسسات والمجتمعات” في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في دورته الـ14 التي عقدت في الشارقة، أول من أمس، أن الاتصال الحكومي واحد من روافع التنمية والتحديث، مبينا أنه يجب أن يتجاوز دوره التقليدي كناقل للمعلومة، ليصبح وسيلة لشرح القرارات وتبسيط السياسات، وتعزيز وعي المواطن ودوره المجتمعي الهادف.
وحظيت تجربة الأردن في الاتصال الحكومي، ضمن فعاليات برنامج يركز على تحويل الاتصال لأداة عملية تسهم بتحسين جودة الحياة وتعزيز الشراكات المستدامة، بإشادة وترحيب موسعين من المشاركين في المنتدى.
وأوضح النوايسة، خلال مشاركته في المنتدى، أن الوزارة تبنت نهجا يربط إستراتيجيتها الاتصالية بالخطط الوطنية للتحديث بمساراته الثلاثة: السياسي، والاقتصادي، والإداري، إلى جانب أهداف التنمية المستدامة.
وأشار إلى أن الوزارة، طورت خططا إعلامية مؤسسية للترويج لقرارات مجلس الوزراء دوريا، بالتعاون مع شبكة الناطقين الإعلاميين، لافتا إلى أن هذه الخطوة ساعدت في تعزيز الشفافية وتكريس مبدأ إطلاع المواطن أولا بأول، على ما تتخذه الحكومة من قرارات، وبما يعزز الثقة.
ولفت إلى أن منتدى التواصل الحكومي، الذي أطلقته الوزارة لتوضيح قرارات الحكومة ومناقشة القضايا ذات الأولوية، أصبح جسرا مؤسسيا للتواصل المباشر المستمر، ما يتيح للحكومة عرض جهودها مباشرة، ويمنح الإعلام والمواطنين فرصة متابعة المستجدات بشفافية ووضوح.
وأكد أن بناء علاقة إيجابية مع وسائل الإعلام المختلفة وتعظيم دورها في التأشير على مواطن الإنجاز ومواقع الخلل والرقابة على الأداء، يعزز من مسار التحديث والتطوير.
وقال النوايسة، إن المنتدى الذي أطلقته الوزارة، نموذج نوعي من الاتصال الحكومي، يقوم على المواجهة المباشرة بين المسؤول والإعلام وعلى الهواء مباشرة، وعزز من قدرة الحكومة على توضيح أولوياتها الوطنية، ودحض الإشاعات، وتبسيط الرسائل، ما يعمق الشراكة بين الحكومة والمجتمع في مسيرة التحديث والتنمية المستدامة.
وبين أن برنامج “إضاءات”، نموذج عربي لإنتاج محتوى بصري، يعالج قضايا الإعلام الرقمي بلغة الشباب، باستخدام فيديوهات قصيرة جذابة، مشيرا إلى أن البرنامج وظف تفاعلا بصريا عبر حلقات قصيرة تبث على مواقع التواصل للوزارة دوريا، بالتعاون مع أساتذة جامعيين وخبراء مختصين ومدربين في مجال التربية الإعلامية والمعلوماتية، للتعريف بأهم المفاهيم الإعلامية بطريقة جذابة ومؤثرة.
وأشار النوايسة، إلى أن الحكومة تعد تصورا للنهوض بالإعلام بالتحول الرقمي، ليواكب استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، وتقنيات البث المباشر والمنصات التفاعلية، للبقاء على تواصل مع متلقي المعلومة، وضمان زيادة التغطية الإعلامية، ليكون الإعلام مساهما بتشكيل الرأي العام، بالإضافة لدوره في نقل المعلومة بمهنية ومسؤولية.
وأكد أهمية مواكبة الإعلام للتطورات الرقمية وتحديث أنظمته، لتلبية احتياجات الجمهور المتغيرة، مشيرا إلى أهمية انتقال الإعلام من دوره التقليدي إلى دوره التمكيني، بحيث يسهم ببناء مجتمع قادر ومواطنَة فاعلة، وأن يصبح الاتصال قوة وطنية، تدعم الاستدامة وتفتح المجال لمشاركة أوسع من المجتمع في صناعة المستقبل.
وفي إطار تعزيز المواطنة الفاعلة وإشراك المواطنين بقضايا الاستدامة، بين النوايسة أن الوزارة تعتمد على أدوات متكاملة، أبرزها: حملات توعوية وطنية عبر الرسائل الإعلامية الموجهة في وسائل الإعلام والمنصات الرقمية، بالإضافة لتلقي مقترحات المواطنين وملاحظاتهم عبر المنصات الرقمية والتفاعلية، كالمواقع الحكومية وصفحات التواصل، بما يعزز مبدأ الشفافية والشراكة؛ بالإضافة لجلسات حوارية وورش عمل مع شرائح المجتمع، لتبادل الآراء حول قضايا التنمية المستدامة وتضمينها في السياسات العامة.
وأشار لأهمية التثقيف الإعلامي والمجتمعي بإدماج قيم التربية الإعلامية والمعلوماتية، ضمن الأنشطة والبرامج، بما يمكن الأفراد من التعامل النقدي مع المعلومات وفهم مسؤولياتهم تجاه استدامة الموارد والخدمات، لافتا إلى تفعيل دور الإعلام كشريك رئيس بنشر رسائل الاستدامة وتعزيز القيم الإيجابية، عبر برامج متخصصة وتقارير وقصص نجاح تسلط الضوء على مبادرات الأفراد والمؤسسات.
وبين أن الوزارة تسعى لتحويل الاتصال من مجرد نقل للمعلومة إلى أداة للتأثير الإيجابي وصناعة التغيير، بحيث يصبح المواطن شريكا أساسيا بصياغة مستقبل مستدام، وترسيخ مفهوم المواطنة الفاعلة القائمة على الوعي والمبادرة والمسؤولية المشتركة.
وعلى هامش الجلسة، تناول متحدثون موضوعات متصلة بمحور الاستدامة البيئية، والتحول نحو مدن أكثر كفاءة وأقل أثرا بيئيا، وتطرقوا إلى النماذج الريادية الموجهة للازدهار المستدام وأثرها الاقتصادي والاجتماعي.
وكان المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، اختتم أعماله مساء أول من أمس بالإعلان عن الفائزين في جائزة الشارقة للاتصال الحكومي 2025، التي تكرم الابتكار والتميز في الممارسات الاتصالية على المستوى العالمي.-(بترا)