الحياد نيوز -الاردن عرضت 10 دول عربية من بينها الأردن، تجاربها بتطوير المناهج الدراسية، لتعزيز منظور المساواة بين الجنسين، وذلك خلال ورشة عمل إقليمية متخصصة أطلقت أمس، نظمتها منظمة المرأة العربية واللجنة الوطنية لشؤون المرأة والمركز الوطني لتطوير المناهج.وناقش خبراء وممثلون عن مؤسسات رسمية وتعليمية،
من دول: فلسطين وتونس والعراق والسودان وسلطنة عمان ولبنان وليبيا ومصر واليمن والأردن، سبل تعزيز منظور المساواة في المناهج الدراسية، على مستوى الآليات والمعايير المطبقة وما يواجه هذه البلدان من تحديات، ليصار إلى التوافق على خطة عمل إقليمية.
وانطلقت في عمّان، فعاليات ورشة العمل الإقليمية الفنية بعنوان “تطوير المناهج المدرسية من منظور المساواة بين الجنسين”، برعاية رئيس المجلس الأعلى للمركز الوطني لتطوير المناهج، د. مُحيي الدين توق، وبمشاركة دول عربية.
وتأتي هذه الورشة التي تنظمها المنظمة بالتعاون مع اللجنة والمركز، لتكون منصة حوار وتعاون بين المنظمة ووزارات التربية في الدول العربية، والآليات الوطنية المُختصة بملف المرأة؛ لتبادل الخبرات وبحث تعزيز إدماج منظور المساواة بين الجنسين في المناهج الدراسية.
من جهته، قال توق، إن قضية المساواة في الفرص بين الجنسين من القضايا ذات الأهمية في فكر ورؤية المركز، الذي انطلقت رؤيته في اتجاهين؛ أولهما أن تكون المباحث التي أعدت أكثر حساسية واستجابة لمبدأ المساواة بين الجنسين، من حيث الأمثلة، وتوزيع الشخصيات، والصور، واللغة المستخدمة، بالإضافة لتعديل الصورة النمطية للمرأة في الكتب المدرسية. أما الاتجاه الثاني، فيتمثل بتضمين مفاهيم المساواة بين الجنسين عبر المباحث الحاضنة.
وأكّد أن حقوق الإنسان عمومًا، وحقوق المرأة خصوصًا، من أبرز المحاور في فكر ورؤية المركز، وهو ما نص عليه الإطار العام للمناهج الصادر عنه، كما دعمته الأطر الخاصة بالمباحث، ما سينعكس عبر ترجمته إلى محتوى تعلمي يُقدّم للطلبة.
وبيّن أن المركز ترجم هذه الرؤية إلى مجموعة من الإجراءات، من بينها إعداد “مصفوفة القضايا المشتركة والمفاهيم العابرة للمواد الدراسية”، التي تناولت محاور عدة، أحدها محور القضايا الإنسانية، والذي تضمّن قضايا مشتركة من بينها المساواة بين الجنسين. ولفت إلى أن رؤية المركز تقوم على تضمين هذه المفاهيم في جميع المباحث، مع مراعاة تفاوت مستوى التضمين بحسب طبيعة المادة، إذ توجد مباحث حاضنة لهذه المفاهيم أكثر من غيرها.
وأكّدت الأمينة العامة للجنة مها علي، أهمية الورشة في تبادل الخبرات بين الدول العربية؛ مبينة أن المناهج الدراسية ليست مجرد أدوات تعليمية لنقل المعرفة، بل هي رافعة أساسية لتشكيل الوعي المجتمعي وبناء قيم العدالة والمساواة.
وأضافت علي أن تطوير المناهج من منظور المساواة بين الجنسين، استثمار طويل الأمد في المستقبل، يدعم الجهود الوطنية للوقاية من العنف ونبذ التنمّر، بترسيخ مفاهيم احترام حقوق الإنسان، بما ينسجم مع الدستور، والقيم الوطنية، والموروث الثقافي والاجتماعي، وينسجم مع الإستراتيجية الوطنية للمرأة في الأردن، والخطة الوطنية الثانية لتفعيل قرار مجلس الأمن 1325 بشأن المرأة والسلام والأمن، الهادفة لتشجيع أنماط مجتمعية تدعم الدور الفاعل للمرأة في التنمية الوطنية، ونبذ العنف والتمييز.
وأثنت على جهود المركز ووزارة التربية بهذا المجال، مشيرة إلى أن الوزارة تطبق الموازنات المستجيبة لاحتياجات الجنسين، ونالت جائزة التميّز المؤسسي من المنظمة في المساواة بين الجنسين عن فئة المؤسسات التعليمية للعام 2024.
أما المديرة العامة للمنظمة د. فاديا كيوان، فقالت إن ميدان التربية مجال مهم جدا للناشئين لتغيير الذهنيات والسلوكيات الاجتماعية تجاه المساواة بين الجنسين. موضحة بأن اهتمام المنظمة بالمجالات التربوية والثقافية والإعلامية، ينبع من إيمانها بأن هذا الثلاثي، يمكنه إحداث فرق، ويدفع للتغيير في الذهنيات والسلوكيات.
وأشارت كيوان إلى أن اختيار المنظمة عقد الورشة بعمان، جاء تقديرًا لجهود الأردن في هذا المجال، والتي تُوجت بفوز وزارة التربية بجائزة التميّز لعام 2024، والتي خصصتها المنظمة لأفضل مؤسسة عامة تعتمد سياسات وبرامج تدعم موضوع المساواة.
ويشارك في الورشة الإقليمية، التي تستمر ليومين، ممثلون عن تطوير المناهج الدراسية في وزارات التربية والتعليم، والآليات الوطنية المعنية بالمرأة في الدول العربية من: الأردن، مصر، تونس، السودان، عُمان، العراق، فلسطين، لبنان، ليبيا واليمن.
وتتناول جلسات الورشة مواضيع، أبرزها: عرض ومناقشة تجارب الدول المشاركة بمراجعة وتطوير المناهج من منظور المساواة بين الجنسين مع تبادل الخبرات وأفضل الممارسات، والتعرّف على برنامج المنظمة في التربية والتعليم، وبناء توافق إقليمي حول الأولويات والخطوات المستقبلية لتطوير المناهج العربية، بما يضمن بيئة تعليمية أكثر عدلا وشمولا.